من السهل انتقاد Assassin’s Creed Odyssey بشكل مسبق واعتقاد أنها مجرد نسخة أخرى للعبة Assassin’s Creed Origins التي صدرت العام الماضي. فهي بالفعل تشاركها نفس محرك الرسوميات مع عناصر واجهة مستخدم مشابهة، لكن Odyssey ستكون أول لعبة تدفع سلسلة Assassin’s Creed إلى اتجاه جديد كلياً. ففي حين أن ألعاب Assassin’s Creed الأخيرة كانت تحتوي بالفعل على عناصر آر بي جي مثل القدرات القابلة للترقية وغيرها من التخصيصات الأخرى القائمة على الإحصائيات، إلا أن Odyssey تضاعف من عمق عناصر الآر بي جي وتتبناها بالكامل.
تجري أحداث اللعبة في اليونان القديمة، ويمكنك اختيار اللعب ما بين ’آليكسيوس‘ و ’كاساندرا‘، وفي حين لا يمكنك اختيار مظهرهما الخارجي مثل أية لعبة آر بي جي أخرى، إلا أن Odyssey تتيح لك بشكل شبيه للعبة The Witcher 3 تحديد نوع الشخص الذي ستصبحه عبر محادثات متفرعة وخيارات حوار متعددة يمكنك الاختيار منها. ليس من الواضح ما إذا كان خيارك سيؤثر على نهاية القصة بأي شكل من الأشكال، أو ما إذا كنت ستحصل على النهاية الكلاسيكية “الجيدة” أو “السيئة” للعبة آر بي جي، لكن يبدو أن تصرفاتك في اللعبة مهمة. فعلى سبيل المثال، إن اختيارك لقتل أو تحرير لص محتجز سيعود ليطاردك لاحقاً، أو قد يساعدك في وقت الحاجة. والخيارات لا تكون عادة مجرد خيار أبيض أو أسود كما قد تأمل، بل تترك اللعبة الأمر لك لتحكم ما هو الحق وما هو الباطل.
كما أن خيارات المحادثة ذات أهمية بطرق أخرى أيضاً. فقد يقودك تبادل الحديث مع مانح مهمات إلى قصة مختلفة كلياً، كما يمكن أن تساعدك المحادثات لبناء علاقات رومنسية، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات عليك وعلى الشخصيات من حولك، لكن ليس من الواضح بعد إلى أي مدى سيكون هذا التأثير.
وفي حين أن أسلوب المعارك لا يزال يشبه إلى حد كبير ذاك الموجود في Origins، إلا أنه قد تم إجراء عدد من التغييرات التي تجعلك تشعر بأنها مختلفة بالكامل. حيث لم تعد شحصيتك تستخدم درعاً مما يعطي تركيزاً أكبر على تفادي الهجمات بدلاً من صدها مثل Origins. وبدلاً من ذلك، لديك عدة قدرات تحت تصرفك، مثل نزع الدروع من عدوك وضربهم بها، أو استخدام ’ركلة أسبرطة‘ لإسقاط عدد من الأعداء في وقت واحد. ولأكون صريحاً، لقد كانت هذه مقايضة عادلة لأنك ما أن تبدأ باستخدام ’ركلة أسبرطة‘، فلن تتوقف أبداً. وكل هذا يجعلك تشعر أن أسلوب المعارك أسرع وأكثر سلاسة بكثير، وأقرب إلى لعبة آكشن hack-n-slash منه إلى أسلوب المعارك البطيء والمنهجي في Origins. ويتم استغلال أسلوب المعارك الشبيه بالآركيد جيداً في معركة Conquest Battle الجديدة، والتي تضع 150 ضد 150 لاعب… أو battle royale إذا شئت تسميتها ذلك. وهي تعمل مثل لعبة Dynasty Warrior حيث تقوم بتدمير مئات الأفراد من الأعداء، لكن هناك أيضاً نظام معنويات هنا. حيث أن هزيمة أعداء معينين يقلل من المعنويات الكلية للأعداء ما يجعل قتلهم أسهل من حالتهم عندما تكون معنوياتهم عالية.
أنا متحمس للعب في Assassin’s Creed Odyssey، حيث تبدو أجواء اليونان القديمة مثيرة للاهتمام مثلما كانت مصر، وهي تعادلها روعة من ناحية الرسوميات مع الهندسة المعمارية الأصلية والتمثيل الثقافي. آمل أن يصدر المطورون طور Discovery للعبة Odyssey أيضاً وذلك لأن الإطار مناسب لبعض دروس التاريخ المثيرة للاهتمام. والأمر ينطبق أيضاً على القصة، حيث تجري أحداث Odyssey في حوالي العام 431 قبل الميلاد، وهذا يعني حوالي 400 سنة قبل Origins وقبل ولادة أخوية الأساسنز. هذه المسألة وحدها أسرت اهتمامي لأرى كيف سترتبط مع قصة الأساسنز وفرسان المعبد.