لقد حان ذاك الوقت من العام مرة أخرى، حيث تعلن EA عن لعبة FIFA جديدة وتقدم تعديلات بسيطة للغاية لتقدم لعبة مشابهة تماماً مع إعطاء أسماء كبيرة. ‘Dynamic Tactics’!، ‘50/50 Battles’!، ‘Active Touch System’!، وكالعادة هذه الأسماء لا تعني شيئاً بحد ذاتها، ومعظم هذه التغييرات لا تظهر بشكل حقيقي إلى أن نلعب لما يصل إلى مئة ساعة في اللعبة، ولم نلعب هنا سوى لمدة ساعتين حتى الآن.
وبعدما ذكرنا ما سبق، يجدر القول أننا بعدما اختبرنا اللعبة رأينا بعض التغييرات التي تمكنت بالفعل من من البروز بحد ذاتها، وإليكم 7 ميزات جديدة ستحدث فرقاً حقيقياً في لعبة FIFA 19.
طور Kick Off أصبح أكثر تعقيداً
يأتي التغيير الأكبر في FIFA 19 إلى الطور الأكثر تواضعاً. فلطالما كان Kick Off عبارة عن طور محلي بسيط، لكنه يأتي الآن مع مجموعة من الميزات الخاصة به. فلكي يكون واقعياً بشكل أكبر، تمت إضافة عقبات تتيح لك تعديل الذكاء الاصطناعي لكل فريق أو حتى نتيجة البداية، وذلك لأخذ اللاعبين الأقل مهارة في عين الاعتبار.
لكن هناك أيضاً قوانين الـ House Rules. فإلى جانب مبارياتك الودية الأساسية، تستطيع هذه القوانين الجديدة تغيير لعبتك بشكل جذري (ومضحك أيضاً). حيث تضيف ميزة ‘Long Range’ أو “رميات المدى البعيد” على سبيل المثال، تغييراً يحمل لمسة كرة السلة، حيث تمنحك هدفين عند التسجيل من خارج منطقة الجزاء، في حين لا تحتسب ميزة ‘Headers & Volleys’ أي هدف إلا أذا جاء (كما هو واضح من الاسم) من ضربة بالرأس أو ركلة للكرة قبل أن تمس الأرض، أما ميزة ‘First To…’ فهي سباق لتحقيق عدد أهداف محدد، في حين يتم إلغاء البطاقات والتسلل في ‘No Rules’.
لكن للأسف لن يتوفر أي من هذه الأطوار للعب أونلاين، لكن على الرغم من أننا لم نلعب سوى لمدة ساعتين، إلا أن هذه الأطوار قد تمكنت من جعل اللعب المحلي أكثر إثارة بطريقة لا أذكرها في سلسلة FIFA منذ طور 5 ضد 5 في لعبة ’98‘. لكن أحد القوانين الجديدة تحمل هكذا تغيير كبير لدرجة أننا اضطررنا إلى وضعها في فقرة منفصلة على قائمتنا…
…طور Survival؟
لن أكذب عليكم، ظننت في بادئ الأمر أن EA قد وضعت في الواقع طور Battle Royale في FIFA. لكنها في الواقع مشتقة من مصدر أقرب: طور Last Man Standing الذي تشتهر به لعبة FIFA Street. القواعد بسيطة: في كل مرة تسجل فيها هدفاً، يتم طرد لاعب عشوائي من فريقك (باستثناء حارس المرمى).
في بادئ الأمر كان ذلك مضحكاً، لكن سرعان ما أضاف لمسة من أسلوب اللعب التكتيكي. هل تبذل جهداً كبيراً لتسجيل الهدف مبكراً قبل تكديس دفاعك وتبقى في مكانك لبقية المباراة، أم تحاول إحراز هدف واحد مع اقتراب انتهاء الـ 90 دقيقة؟ ولإضفاء لمسة نهائية لطيفة، يقوم فريق المعلقين بذكر هذا الطور أيضاً، متحدثين بين أنفسهم حول تكتيكات ممكنة لإحراز الفوز. وهذا يضفي شعوراً غريباً عند رؤية FIFA التي تركز عادة على المحاكاة وهي تحاول شيئاً… مضحكاً للغاية.
Timed Finishing
ان Timed Finishing هي تغيير يمكن أن يلحظه اللاعب بشكل فوري تقريباً. ربما يكون هو التغيير الأكثر أهمية على أسلوب لعب FIFA 19 بحد ذاته، وأسهل طريقة لشرح هذه الميزة هي بمقارنتها بشيء غير متوقع أبداً: نظام Active Reload في لعبة Gears of War. دعوني أشرح أكثر.
بعد تحديد قوة الركلة، تقدم FIFA الآن نوعاً من نظام المخاطرة والمكافأة. حيث أن الضغط مرة أخرى على الزر أثناء تماس قدم اللاعب مع الكرة قد يرفع من إحصائياتها، لكن مع احتمالية فشلها. فإذا فعلت ذلك بالتوقيت الصحيح، سيومض المؤشر الموجود فوق رأس اللاعب باللون الأخضر، وتنطلق ركلتك بقوة أكبر كالصاروخ أو تلتف بشكل أكثر روعة من أي وقت مضى. لكن في حال لم تفعل ذلك بالتوقيت الصحيح فإن المؤشر سيومض باللون الأحمر وستنحرف الكرة من أمام قدم اللاعب أو تتدحرج ببطئ نحو المرمى.
بالطبع ليس من الضرورة أن تحقق كل ضغطة دقيقة هدفاً مضموناً، وليس كل خطأ يعني عدم إحراز هدف (فلقد تحولت إحدى رمياتي العديدة من Paul Pogba إلى رمية ملتفة جميلة عن طريق الخطأ من الجانب الخارجي من قدمه). كما أنه ليس من الضروري تجربة ذلك عند كل رمية، حيث أن الرميات الاعتيادية لا زالت كما اعتدناها دائماً، لكنها طريقة جميلة لإضفاء بعض المخاطر الإضافية لكل ركلة نحو المرمى.
تحديات أكثر شجاعة
ربما أحد التغييرات الأقل لفتاً للنظر هذا العام هو وعد EA الغامض إلى حد ما بأن اللاعبين المنافسين سيكونون أكثر صداماً عند وصولهم إلى الكرة في نفس الوقت. لقد كنت أشعر ببعض التشكك حيال هذا في بادئ الأمر، فالأمر مجرد عرقلة صحيح؟ لكن عندما عدت للعب في FIFA 18 بعدما اختبرت هذه اللعبة الجديدة أصبحت مقتنعاً تماماً بالأمر.
ففي حين كان يفشل اللاعبون غالباً في لعبة العام الماضي بشكل لا يمكن تفسيره بالعرقلة عند مواجهة لاعب من الفريق الآخر، إلا أن العرقلة في FIFA 19 أصبحت أكثر قوة وحتى أنها تجعل اللاعبين يصطدمون ببعضهم البعض أثناء ذلك، مما يجعل الدفاع يبدو أكثر صلابة، وحتى أن هذا يجعل خسارتك للكرة يبدو أقل إثارة للغضب مما لو كان لاعبك يسمح للمهاجم بالمرور إلى جانبه فحسب، حيث تشعر بأن لاعبك قد حاول على الأقل.
نقرة وركلة
أضافت EA الكثير لنظام “Active Touch System” لديها، حيث أضافت عدداً من الحركات للتمويه والمهارات واللمسات الأولى. لكن على الرغم من أن كل شيء يبدو ملفتاً للعيان إلا أنها بشكل أساسي ليست أكثر من مجرد إضافة أوتوماتيكية تكافئ اللاعبين الأكثر مهارة عبر إعطائهم حركات أكثر روعة. لكن هناك إحدى الإضافات تبدو موجهة أكثر من البقية: يتيح الضغط على العصا اليمنى الآن للاعب ركل الكرة في الاتجاه الذي يحدده في العصا اليسرى، أو حتى البدء بركل الكرة على الركبة والرأس والصدر (keepie-uppies) إذا كان اللاعب يقف في مكانه.
بصراحة قد يكون الاختلاف الرئيسي هنا هو أن اللعب مع الغرباء أونلاين قد يصبح مزعجاً للغاية، خاصة عندما يحاولون تجربة مهارات حمقاء مراراً وتكراراً بدلاً من لعب كرة القدم. لكن لا شك بأن رؤية مدافع مندفع نحو الأمام ثم القدرة على رفع الكرة من فوق ساقه الممدودة قبل إسكانها في الشباك بركلة هوائية يعطي شعوراً رائعاً.
تتبع الإحصائيات
تشكل النقطة الأخيرة فوزاً آخر لطور اللعب المحلي. حيث تتيح لك FIFA الآن إنشاء ملفات شخصية فريدة داخل اللعبة والتي يمكن اختيارها من قبل اللاعبين قبل أية مباراة. ويجمع كل ملف شخصي الكثير من الإحصائيات التي قد تكون غريبة في بعض الأحيان حول لعبك، مثل إحصائيات حول أي جزء من الشبكة سجلت به أكبر عدد من الأهداف. والأفضل من ذلك هو أنها تقارن مباشرة إحصائيات مع الملفات الشخصية الأخرى، ما يعني أنك تستطيع تتبع عدد المرات التي فزت أو خسرت بها مقارنة بأي لاعب آخر يمتلك ملفاً شخصياً على منصتك. ويمكن ربط هذه الملفات بحسابات PSN أو Xbox Live، ما يعني أنه يمكن نقلها إلى أجهزة الأصدقاء أيضاً.
ستحصل بشكل أساسي على طريقة سهلة جداً لتحديد من هو الأفضل ضمن مجموعة أصدقائك الذي تلعب معهم بانتظام، بدلاً من إنشاء جدول للدوري على مدار العام لتسجل عليه عدد المرات التي فزت بها والأهداف التي أحرزتها وعدد الخسارات المذلة التي تعرضت لٍها. هناك أشخاص آخرون يفعلون ذلك، أليس كذلك؟